أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - الصحفيون العراقيون .. وكِلاب التفتيش














المزيد.....

الصحفيون العراقيون .. وكِلاب التفتيش


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3417 - 2011 / 7 / 5 - 15:21
المحور: كتابات ساخرة
    


كانَ أبي يُحّدثني ، عن زيارات الوصي على عرش العراق " الامير عبد الإله " أو الباشا " نوري السعيد " الى مصائف سرسنك وزاويته وسولاف .. وكيف ان الناس كانوا يستبشرون خيراً من هذه الزيارات .. وكيف كان مُتاحاً وسهلاً ، تقديم التظلُمات والعرائض .. بل وحتى مقابلتهم شخصياً ، دون تعقيدات كبيرة . وحيث كانتْ الحياة بصورةٍ عامة ، أبسط ، والأمنُ مُستتب بدرجةٍ معقولة ، والمخاطر شبه معدومة .. فلقد كان الملك نفسه او الوصي .. يأتي وبمعيته عددٌ قليل جداً من السيارات والحماية والحُراس .. وكان يتجول أحياناً بمفردهِ ويتحدث مع الناس ببساطة وعفوية .. لا أعني ان العهد الملكي كان جيداً او خالياً من النواقص والسلبيات ، بل انه كان أساساً وحاضنةً لتَشّكُل الطبقة السياسية ، بِكُل أخطاءها ، التي حكمتْ العراق منذ 1958 .. فقط اردتُ الإشارة ، الى انه كانتْ هنالك جوانب إيجابية في ذلك العهد .
وقبلَ يومين ، زار رئيس الوزراء " نوري المالكي " كربلاء ، لتفقُد أحوال الرَعِية ! .. وإفتتاح بعض المشاريع الاستثمارية .. كان يرافقه جيشٌ من الحماية والمُرافقين ، وتعرضَ الصحفيون والإعلاميون الى الإهانة والشتائم ، على يدِ [ الخط الرابع ] من الحماية .. تُرى كَمْ [ خطاً ] للحماية موجود فعلاً ؟ إذا كان أفراد الخط الرابع من الحماية ، هُم المسؤولون عن منع الصحفيين من الدخول الى مكان الحدث ، وإيقافهم في الشمس الحارقة ، بل وحتى دفعهم بقسوةٍ وصلافة ، وتوجيه الشتائم والكلمات البذيئة للصحفيات والإعلاميات ، ووصف الصحفيين ، بأنهم عاطلون تافهون باحثون عن المشاكل ! . كُل هذا حدث خلال السويعات التي قضاها رئيس الوزراء ، وهو يتحدث بِطلاقةٍ ، عن " الديمقراطية " و " حقوق الانسان " و " دولة القانون " ... وعلى بُعدِ أمتارٍ من المكان ... يُهان الصحفيون بِكُل ديمقراطية ، على يَد عسسه وجنوده وشرطتهِ .. وتُداس حقوق الانسان ، ببساطيل حمايتهِ .. ويُنتَهَك القانون جهاراً مِنء قِبَل أزلامهِ ! .. مُنِعَ كُل هؤلاء الصحفيين والاعلاميين من الدخول ، بإسلوبٍ خشن وغير مُتحّضر ، بحجةٍ سخيفة .. ألا وهي : تأخر وصول [ كلاب التفتيش ] المُكلَفة بالكشف عن المتفجرات والاسلحة ! .. يا لهذا التنظيم الرائع يا دولة رئيس الوزراء ، بكُل مُستشاريك ومكاتبك وموظفيك وإستخباراتك .. التي فشلتْ كُلها ، في ترتيب وتنظيم الزيارة ، بحدود دُنيا من اللياقةِ والأدب ... العشرات من الصحفيين والمُراسلين والمُصورين ، إناثاً وذكوراً .. مُنعوا من الدخول الى مكان الحدث ، وكُسرِتْ بعض معداتهم وآلاتهم ، وشُتموا بعباراتٍ سوقيةٍ مُهينة ، وحُجزوا لساعاتٍ في الشمس اللاهبة .. هؤلاء الذين سميتَهُم في عدة مُناسبات ب " السلطة الرابعة " ، التي من المفروض ان تُمارِس دورها الرقابي على جميع السلطات الاخرى .. يُعامَلون بصورةٍ علنية ، بِهذهِ الطريقة المُنحَطة ، مِنْ قِبَل قوات حمايتك .. فكيف إذن يتم التعامُل مع المواطنين العاديين في الشارع او في اقسام الشرطة او المعتقلات والسجون ؟ .... قبل اسبوع ، مُنعَ الصحفيون والاعلاميون ، من الدخول الى مجلس النواب .. بنفس الحجة العجيبة : لعدم تواجد " كلاب التفتيش " ! ... هَل قَدَر الصحفيين العراقيين ، ينحصر بين مِزاج كِلاب التفتيش من جهة ، ومِزاج حماية الرؤساء والمسؤولين ، من جهةٍ اُخرى ؟ الى متى سيُمنَع الصحفيون من تغطية الأحداث ، بذريعة غياب كلاب التفتيش ؟ الى متى سيبقى رئيس الوزراء ، وكافة المسؤولين الكبار ، مُتمسكين ببعض أفراد الحماية السرسرية ، المفتقدين لأبسط قواعد التعامل المُتَحَضِر ؟!
كان الوصول والتظلُم ، لدى " نوري السعيد " أسهل وأبسط .. من الوصول الى " نوري المالكي " بخطوط حماياته وكلاب التفتيش الغائبة عادةً !!.



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المُعّلِمون .. أمس واليوم
- المُؤمنُ يُلدَغ من جُحرٍ عشر مرات
- النُخَب المُهّمَشة
- - شالومكي - هو الذي يضرُبنا
- الحكومة ونقود الملا - سين -
- قائدنا .. زعيمنا المُفّدى
- العبرة ليستْ بِطول الخدمة
- انتخابات مجالس محافظات اقليم كردستان
- الطالباني والقفز من فوق المخّدة !
- من ستوكهولم الى أربيل
- الزَوجات الأربعة
- الحكومة .. وترقيم النكات !
- قوى أمنية ومُمارسات قمعية
- ألسفارة .. رمز السيادة المُنتهَكة
- بماذا تُفّكِر في هذهِ اللحظة ؟
- الإنتخابات التركية ..ملاحظات أولية
- عندما يخطأ الكِبار
- علاوي والمالكي ينشرونَ الغسيل القَذِر
- مُظاهرات الجُمعة في العراق
- - عملية تَجميل - للرئيس اليمني


المزيد.....




- مهرجان كان السينمائي: فيلم -رفعت عيني للسما- وثائقي نسوي يسر ...
- قرار مساواة الجلاد بالضحية .. مسرحية هزلية دولية بامتياز .. ...
- -أنتم أحصنة طروادة للفساد الاجتماعي-.. أردوغان يهاجم مسابقة ...
- آخر مرافعة لترامب في قضية الممثلة الإباحية ستورمي دانيلز الأ ...
- طريقة تنزيل تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 نايل سات لمتابعة ...
- نتنياهو عن إصدار مذكرة اعتقال ضده من الجنائية الدولية: مسرحي ...
- كرنفال الثقافات في برلين ينبض بالحياة والألوان والموسيقى وال ...
- ما الأدب؟ حديث في الماهية والغاية
- رشيد مشهراوي: مشروع أفلام -من المسافة صفر- ينقل حقيقة ما يعي ...
- شاهد الآن ح 34… مسلسل المتوحش الحلقة 34 مترجمة.. تردد جميع ا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - الصحفيون العراقيون .. وكِلاب التفتيش